عمّال “التونسية الفرنسية للوجستيك” يضربون بيوم مطالبين بتحسين ظروفهم الشغليّة

عمر مرزوق

خاض عمّال الشركة التونسية الفرنسية للوجستيك بالمنطقة الصناعية في المغيرة يوم الأربعاء المنقضي إضرابًا بيوم عن العمل بمقر الشركة، عبرّ من خلاله المضربون، تحت لواء الإتحاد العام التونسي للشغل، عن مطالبهم المهنية واحتجّوا فيه على سياسة التجاهل وصمّ الآذان التي تمارسها الشركة في حقهم. وقد حقّق الإضراب نجاحًا كبيرًا حسب النقابة.

وفي تصريح لموقع انحياز أفادنا منتصر بوعلي، كاتب عام النقابة الاساسية بالشركة، أنّ خيار الإضراب جاء على خلفية تجاهل الشركة لمطالب العمّال المشروعة في مناخ اجتماعي متوازن. إذ يشكو العُمّال، حسب قوله، وعددهم لا يتجاوز السبعين، من ظروف غير ملائمة للعمل يتقاطع فيها الاجتماعي بالمعنوي وتدور كلها في فلك التشغيل الهّش: أساسًا ضعف الأجور وارتباطها بالمناولة، غياب مستلزمات الصحّة المهنية وأخيرًا مسألة الطرود التعسفيّة ومجالس التأديب المتكرّرة.

وأضاف الكاتب العام أنّ عمل الشركة بمجمله يعتمد فيما يتعلق باليد العاملة على المناولة أساسا، وذلك من خلال التعاقد مع شركات تتقاضى من أجور العُمّال أنفسهم، وتزيدهم استغلالًا. وتحت مسمّى الانفتاح على الاستثمار ومرونة التشغيل تتعمق هذه التبعية عبر العقود الهّشة التي لا تنتهي في العادة بالترسيم حتّى بعد انقضاء الأربع سنوات اللازمة للغرض. كما أشار محدّثنا إلى البعد المعنوي في تعامل المؤجر وممّثليه الإداريين مع العملة عبر الإجراءات الزجرية والعقوبات التي وصفها بالعشوائية، والتي لا تستند في العادة إلى موجب قانوني عدى العنصرية. ويصرّ منتصر بوعلي على استعمال مصطلح العنصرية تحديدًا لاعتباره تكثيفًا مناسبًا لما تختزله عملية الإنتاج في الشركة من علاقات استعمارية، تظهر في حاجة البلد إلى هذه الاستثمارات ذات القيمة المضافة المنخفضة واعتمادها على الأجور البخسة سبيّلا لاستقطابهم. كما يذكر منتصر أنّ الصحة والسلامة المهنية في أعلى سلّم أولوياتهم النقابية وأحد محاور المفاوضات الجارية، والتي يشير أنها ليست بالجدّية الكافية رغم تدّخل ولاية بن عروس واستقبالها جلسة تفاوض مطلع نوفمبر بحضور معتمد فوشانة وتفقدّية الشغل، تعهدت فيها الشركة بالكٌف عن المضايقات في حق العمّال وتوفير مناخ عمل ملائم، ولكن دون جدوى.

في الأثناء يظلّ شبح التصعيد في مدّة الإضراب ماثلًا حتى استجابة إدارة الشركة لمطالب العمّال.

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !