في يوم الأسير الفلسطيني : كوفيد-19 سلاح الصهاينة المستجد لإستهداف الأسرى

الأعمدة – الوطن العربي- وجدي المسلمي

يحيي الفلسطينيون في 17 أفريل من كل عام يوم الأسير الفلسطيني كيوم وطني لإسناد الأسرى والأسيرات داخل سجون الإحتلال الصهيوني. وتأتي المناسبة هذه السنة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى، بسبب الخطر الداهم والمباشر الذي يهدد حياتهم، جراء تفشي وباء الكورونا داخل الأراضي المحتلة.

وعلي الرغم ما يمثله فيروس كورونا من خطر إضافي على المعتقلين مقارنة بباقي السكان، جراء الإكتظاظ ونقص التهوية داخل الغرف التي تفتقر لأدنى معايير الصحة العامة، وتنعدم فيها أدوات التنظيف والتعقيم، التي تُصادرها إدارة المعتقلات باستمرار, ، يواصل العدو الصهيوني انتهاج سياسته التاريخية المتمثلة في الإهمال الطبي المتعمد تجاه الاسرى مما يجعل هذه الظروف بيئة خصبة لتفشي العدوى .

إذ ترفض إدارة السجون القيام بكل الإحتياطات الضرورية ولا تتخذ التدابير الصحية لإحترازية الوقائية لمنع تفشي الجائحة بين السجناء كما انها لا تقوم بإجراء التحاليل الطبية لاكتشاف الفيروس في صفوف الأسرى والأسيرات, ضاربة عرض الحائط بالدعوات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بضرورة توفير أعلى درجات الرعاية الصحية لمنع انتشار الوباء في أماكن الإعتقال.

وتتزايد المخاوف من تسجيل إصابات بين صفوف الأسرى, لاسيما بين المتقدمين في السن والمرضى الذين يعانون من حالات صحية مزمنة وخطيرة والمقدر عددهم ب700 منهم 300 في حاجة للعلاج المستمر والمتابعة الطبية الدائمة بحسب الأرقام التي نشرها مركز حنظلة للأسرى والمحررين . ويتكدسون في غرف لا تتوفر على الحد الأدنى من الضروريات لضمان سلامتهم من فيروس كوفيد_19 القاتل.

وبحسب نفس المصدر يوجد 16 أسيرا مصابا بأمراض القلب والكلى والسرطان وبأورام بدرجات متفاوتة، يقبعون في ظروف مأسوية داخل عيادة سجن الرملة. هذا وأوقفت سلطات العدو الصهيوني منذ مطلع شهر مارس المنقضي، كافة الزيارات العائلية َوالقانونية و أرجأت كافة المحاكمات العسكرية، ومنعت المعتقلين من الإجتماع بممثليهم القانونيين بما يمنع الوقوف على أوضاعهم الصحية بشكل دقيق.

وتتعمد المنظومة السجنية الصهيونية تاريخيا إستهداف الحركة الأسيرة الفلسطينية . إذ تشير المعطيات التي نشرها مركز حنظلة للأسرى والمحررين على موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك. أن 222 شهيدا ارتقوا بسبب التعذيب والإهمال الطبي منذ العام 1967 داخل المعتقلات 67 منهم نتيجة لسياسة الإهمال الطبي. بالإضافة إلى المئات من الأسرى, الذين أستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض أصيبوا بها جراء ظروف سجنهم الكارثية.

ويقبع حاليا في سجون العدو الصهيوني 5000 اسير بينهم 541 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.بالإضافة ل180 طفلا َقاصرا، و 430 معتقلاً إدارياً. و13صحفياً و41 أسيرة. يحتجزون في ظروف غير انسانية تمارس إدارة السجون بحقهم أبشع صور التنكيل والإذلال.

في هذا اليوم تحية لأسرانا البواسل داخل زنازين العدو لصمودهم في مواجهة الغطرسة الصهيونية. إنهم يسطرون ملاحم العز والشموخ خلف القضبان, كل الفخر بهؤلاء الأبطال وهم يستكملون مسيرة الدفاع عن كرامة وكبرياء لا الشعب الفلسطيني فحسب بل عن عموم الشعب العربي في هذه المرحلة من الانحطاط والخضوع الرسمي لأنظمة الذل والعمالة في وطننا العربي.

والدعوة لكل الاحرار لإسناد نضالهم بكافة الوسائل المتاحة عبر المشاركة في الفعاليات وندوات الإلكترونية الداعمة للأسرى والأسيرات على منصات التواصل الإجتماعي المختلفة من بينها تظاهرة تنظمها عدد من الحركات العربية والمغاربية ضمن الأسبوع العالمي للنضال ضد الإمبريالية تحت شعار أنقذوا حياة أسرى الحرية.

“إن ما في السجن جسمك ليس ما في السجن روحك فاحفظ القلب سليما تنجز الأمر العظيما”

الزعيم الثوري الفيتنامي هوشي منه


أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !