فيديو | الكبّارية: ملاحقات لناشطين وشباب من الحيّ على خلفية توثيق اعتداء أمني

من إنجاز : وجدي المسلّمي وعمر مرزوق

أصدرت محكمة الناحية بالوردية يوم 11 ماي حكما قضائيا في حق أربعة مواطنين من الكبارية بالسجن لمدة سنة بتهمة “هضم جانب موظف عمومي” على خلفية توثيق حادثة إيقاف لأحد متساكني الحي تمّ فيها إستعمال العنف الشديد، حسب ما أدلى به الشهود.

وقد أفادنا أحمد ساسي، المدير التنفيذي لجمعية ’جيل ضد التهميش‘ الناشطة بالكبّارية، أنّ الحكم القضائي الصادر بحق المتهمين، ومن بينهم أعضاء بالجمعية، هو نتيجة تهم كيدية منسوبة إليهم من قبل مركز الشرطة بالجهة. وذلك إثر توثيقهم لحادثة إعتداء أمني على أحد متساكني الحيّ أمام مرأى الجميع صباح 13 جانفي الماضي، مؤكدا أن الأعوان بالغوا في إستعمال القوة عند إيقافه وصلت حدود السحل .وهو الأمر الذي دفع بالحاضرين إلى تصوير العملية ونشرها على وسائل التواصل، ليكتشفوا فيما بعد أنهم مُتّهمون دون موجب حقّ بـ”هضم جانب موظف عمومي”. وقدتزامن ذلك مع حملةمداهمات عشوائية طالت شباب المنطقة بعد أحداث العنف التي وقعت بملعب رادس.

وأوضح أحمد ساسي أنّ مسار التحقيق لم يخلُ من التضييقات المتكررة حيال أهالي المنطقة والمخالفة للإجراءات القانونية المعمول بها. كما أشار إلى أنّ التعامل الأمني الغليظ لا يتوقف عند حدود الكبارية، بل يطال بقية الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية الموصومة بالفقر والبطالة، مما يستدعي اليقظة أمام ما وصفه بيان الجمعية بـ”التغول البوليسي الناتج عن سياسة الإفلات من المحاسبة والعقاب الذي عانت منه تونس لعقود”.

ولم ينجُ ّ المدير التنفيذي للجمعية بدوره من الاتهام على خلفية الحادثة بـ”الإساءة للغير عبر شبكات التواصل العمومية ونسبة أمور غير قانونية لموظف” ثم الحكم عليه بغرامة مالية، وذلك في محاولة لطمس تفاصيل الإعتداء و التعتيم عن الحادثة أكثر ما يمكن، حسب ما أدلى به. وأوضح ساسي أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها إستهداف الجمعية وأعضاؤها، وأن هذه الإنتهاكات تتصاعد عند تناول الملفات الإجتماعية والمحلية بالجهة ،خاصة مع تواصل الأزمة الإقتصادية و انعكاساتها المباشرة على الشرائح الشعبية.

جدير بالذكر أنّ جمعية جيل ضد التهميش تُتمّ هذه السنة عقدا من النشاط منذ تأسيسها، وأنها ستواصل – كما جاء على لسان مديرها التنفيذي – العمل داخل الحيّ وإسناد أهالي المنطقة، كما لن تتوقف عن رصد الإنتهاكات ومتابعتها.

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !