فيديو | عائلة الشابّ ربيع الشيحاوي: ضابط أمني توعّد ابننا قبل مقتله في السجن!

عمل صحفي : غسان بن خليفة وحمزة ابراهيم / مونتاج فيديو : وجدي المسلّمي

عبّر أفراد عائلة الفقيد الشابّ ربيع الشيحاوي، أصيل حيّ هلال، في تصريح لموقع ’انحياز‘، أنّ قناعتهم راسخة بأنّ ابنهم قد قُتلَ في السجن نتيجة اعتداء جسدي من الحرّاس، مؤكّدين أنّ ابنهم وصله قبل ايقافه تهديدٌ بالتنكيل به في السجن من قبل ضابط أمني يعمل بمصحلة السجون.

وأوضحت والدة الفقيد أنّ الموضوع بدأ بخصام بين ربيع وشخص آخر من الجيران، الّا أنّه سرعان ما تحوّل إلى معركة دامت ثلاثة أيّام بين شباب من منطقتين مختلفتيْن من الحيّ. بَيْد أنّ والد أحد المصابين في هذه المعركة يعمل في أحد الأسلاك الأمنيّة وله زميل يعمل بمصلحة السجون، وقد توّعد هذا الأخير ربيع بـ”أن يفرح به” (بمعنى أن ينكّل به) في السجن. وهو ما أخبره بها ربيع قبل أن تقرّر النيابة العمومية إيداعه بسجن المرناقية حيث فقد الحياة الأربعاء الماضي.

من جهتهما، أوضحا شقيق المتوفّي وشقيقته أنّهما زارا ربيع الإثنين المنقضي في سجن المرناقية، وأنّه كان في صحة جيّدة، ولم تبدو عليه أيّة آثار عنف. كما فنّدا المزاعم التي نشرت في بعض وسائل الاعلام بأنّ ربيع توفي نتيجة تعاطيه مواد مخدّرة، مؤكّديْن أنّهما لم يسلّماه شيئًا غير غطاءً للنوم وملابس. وهو ما يؤكّد أنّ الكدمات وآثار احتباس الدماء التي عاينها أفراد العائلة على جسد الفقيد قبل دفنه هي نتيجة لعملية اعتداء عنيف عليه اثر تقييده من يديه.

كما أكّدا أنّه وصلتهما أخبار من موقوفين بالسجن، كانوا شهود عيان على ما جرى، بأنّ ربيع تخاصم مع أحد الحرّاس. وقد بادر الأخير بشتم والدة ربيع، فردّ عليه الأوّل بنفس الشتيمة. وإثر ذلك وقع اقتياد ربيع إلى الحبس الانفرادي (المعروف بـ”السيلون”) حيث يشتبه بأنّه وقع تقييده من يديه والاعتداء عليه من قبل مجموعة من أعوان شرطة السجون.

يُذكّر أنّ ربيع الشيحاوي، البالغ من العمر اثنان وعشرون عامًا، قد فقد الحياة ليلة الأربعاء المنقضي. أي بعد أربعة أيّام من دخوله سجن المرناقيّة إثر قرار النيابة العمومية الاحتفاظ به على ذمّة القضية، وأنّه كان سيمثل أمام المحكمة صبيحة الخميس الماضي.

وقد صرّحت سندس النويوي، الناطقة باسم المحكمة الابتدائية بمنوبة، لبعض وسائل بأنّ النيابة العمومية قرّرت فتح بحث “في حالة موت مستراب” اثر موت الشابّ ربيع “أثناء نقله للمستشفى”. وقد أوضحت في تصريح لها لإذاعة ’شمس آف آم‘ الاثنين المنقضي بأنّ التقرير الشرعي الأوّلي أكّد وجود “آثار عنف على جسد المتوفي”، لكن من غير الواضح بعد أنّها تسبّبت أم لا في وفاته وهل حصلت له في السجن أم قبل دخوله. كما أوضحت أنّ ربيع “تعرّض لنوبة عصبية أدّت إلى نقله لمستشفى الرازي بناءً على استشارة من أطبّاء السجن”. وأضافت أنّ التقرير النهائي للطبّ الشرعي هو الذي سيحسم بخصوص سبب الوفاة، وأنّ صدوره قد يستغرق بعض الوقت.

رابطة حقوق الانسان: نفكّر في رفع دعوى بالحقّ الشخصي والتعنيف الأمني مستمرّ منذ سنوات

من جهته، أفاد بشير العبيدي، الكاتب العام للرابطة التونسية لحقوق الانسان، في تصريح لموقع ’انحياز‘ أنّ الأمر يتعلّق بـ”وفاة مسترابة”، وأنّ هيئة الرابطة بصدد التشاور لاتخاذ قرار رفع دعوى قضائية كقائمة بالحقّ الشخصي في هذا الملفّ.

ووصف العبيدي تصريحات سندس النويوي، الناطقة باسم المحكمة الابتدائية بمنوبة، حول فرضية “الموت بسبب المخدرات” بـ”غير الموفّقة”، داعيًا الى استكمال الأبحاث واصدار تقرير الطبّ الشرعي النهائي. وقد رجّح من جهته حصول عملية تعنيف شديد للفقيد الشابّ نظرًا لما أظهرته الصور من آثار للأصفاد على معصميه، مع اتجاه الآثار نحو أعلى اليدين، وما هو قد يفيد بإمكانية تعليقه، حسب رأيه.

وأشار العبيدي إلى أنّ الرابطة وصلتها تشكّيات حول تورّط بعض حرّاس السجن بالمرناقية في عمليات تعنيف متكرّرة في حقّ المساجين. ولاحظ المسؤول الرابطي أنّ ظاهرة العنف البوليسي في السجون ومراكز الإيقاف تشهد استمرارًا منذ عام 2014، بعد أن تراجعت نسبيًا في السنوات الأولى بعد الثورة، نتيجة لاختيار المنظومة السياسية الحاكمة التعويل بقوّة على الأجهزة الأمنية في حكمها. وأنّ احتضان بعض الأحزاب السياسية لما يُعرف بـ”النقابات الأمنية” ساهم في اشعار جزء من المنتسبين للأجهزة الأمنية بالحصانة وشجّعهم على الاستمرار في هذه الممارسات وتكريس الافلات من العقاب.


أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !