نداء من حوالي 30 عاملا وعاملة إلى السلطات والمجتمع المدني: “ساندونا في معركة استرداد حقوقنا المهضومة ظلما !”

مقال لريم الشعباني

نفذ عدد من العمال والعاملات بسلسلة مطاعم “بوم دو بان” (pomme de pain) مؤخرا تحركات احتجاجية في إطار المطالبة بمستحقاتهم المالية التي امتنعت الإدارة عن تمكينهم منها، وفق تعبيرهم. ولمزيد التحري، اتصل موقع انحياز بحمدي التواتي، وهو أحد العمال المتضررين المحتجين الذي سبق وأن عمل كرئيس طهاة (chef cuisinier) في إحدى مطاعم السلسلة المذكورة.

Peut être une image de 7 personnes, personnes debout et intérieur

في حواره معنا، أكد حمدي أن مجموعة تتضمن ما يقارب ال 30 عاملا، تحتج اليوم على خلفية عدم حصولها على أجور شهري مارس وأفريل الفارطين، مع الإشارة إلى أن هذا الاشكال قد تسبب في طرد هذه المجموعة، مباشرة إثر مطالبتها بتسوية وضعيتها المادية.

“بعد مرور 6 أيام من شهر ماي المنقضي، لم يعد بإمكاننا المواصلة على هذه الشاكلة. وضعياتنا المادية متواضعة، ولدينا التزامات و مصاريف كراء واطفال و دواء الخ.. يوم 6 ماي، وبدون التسبب في أي تعطيل لسير العمل، تواجدنا على عين المكان وطالبنا بلقاء ممثل عن الإدارة لكي يفسر لنا ما يحدث ويعلمنا بتاريخ يتم فيه صرف أجورنا لأننا لم نعد نملك مانوفر به قوتنا و نسدد به معاليم الكراء وفواتير الماء والكهرباء. بعد ساعتين، اتصلوا بالمسؤولة عنا و طلبوا منها الحضور في اجتماع إداري، لتأتي بعد ساعتين إضافيتين وتقوم بغلق نقطة البيع طالبة منا تسليم المفاتيح و الانتظار لمدة أسبوع أو أسبوعين سيتم خلالها صرف مستحقاتنا. لكننا منذ تاريخ 6 ماي وصولا إلى يومنا هذا، لم نتحصل على أي شيء”، أضاف حمدي، مؤكدا أنه قد تم فرض العمل عليهم خلال شهر رمضان كما طلب من الرافضين العمل إجبارا أو تقديم استقالاتهم، و ذلك في غياب تام لأي منح أو حق في طلب إجازات أو اعتراف واحتساب لساعات العمل الإضافية. كما أشار إلى أن عقود العمل ممضاة من طرف العملة فقط في حين أن الإدارة لم تقم بتوقيعها، بالإضافة إلى عدم صلوحية شهادات الخلاص. واعتبر، في نفس السياق، أنه قد تم ابتزاز العملة واستغلال وضعيتهم الهشة وحاجتهم للعمل، مضيفا: “شخصيا، لم أتمكن من العودة إلى منزل أهلي خلال شهر رمضان ولا في عيد الفطر، واليوم قبل عيد الأضحى بيوم واحد أنا عالق في تونس العاصمة وسوف أقضي العيد وحيداً في الشارع..لأنني لا أملك معلوم التنقل لبيتنا.. ولا أملك مالا لدفع معاليم الكراء وبقية المصاريف»، مشددا على أنهم لم يطالبوا بمنح ولا عطل، « نحن فقط طالبنا بحقنا بعد أن عملنا معهم بكل تفان وفي ظروف صعبة دفعتنا جميعاً إلى القيام بمهام خاصة بوظيفتين أو ب 3 وظائف مختلفة في الآن ذاته”.

من جهة أخرى، لم يخف حمدي خلال حديثه مع انحياز إحساسه بأنه وزملاؤه بصدد مواجهة أشخاص “محتمية ومتحصنة بالمال والعلاقات والنفوذ”، وفق تعبيره، مما جعله يتوجه لرئيس الجمهورية والمدافعين عن حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني، قائلا: “أين قيس سعيد، أين حقوق الإنسان، أين المجتمع المدني؟ ساعدونا، لقد طرقنا عدة أبواب ولم نجد من يستمع لنا أو يتفهمنا. أريد من الجميع أن يساهم في ايجاد حل لنا والتعاطف معنا ومساعدتنا على إيصال صوتنا. أتمنى أن يرافقني صحفي لتغطية الحالات التي اوصلونا إليها، بإمكاني مرافقتكم إلى بيوت بعض العملة المتضررين وسوف تعاينون بأنفسكم غياب أبسط متطلبات الحياة لديه. اكرر نحن لا نريد منكم شيئا سوى المساندة لاسترداد حقوقنا ورد اعتبارنا، نحن لا نملك من المال ما يمكننا حتى من توكيل محامي للدفاع عنا. وعلى ضوء كل هذا، أطلب باسمي و باسم كل زملائي من المجتمع المدني ومن كل سلطة في البلاد المساندة لأننا حقيقة مظلومون”.

Aucune description de photo disponible.

وتجدر الإشارة إلى أن العمال المتضررين كانوا قد توجهوا للمعتمدة، ثم قاموا بإيداع عرائض لدى تفقدية الشغل، كما التجأوا أخيرا إلى الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي تمكن مؤخرا من تحديد جلسة تفاوض يوم الإثنين القادم، بعد أن تجاهل المسؤول بإدارة سلسلة المطاعم، والمعني بهذا الملف، عدة مراسلات داعية للتفاوض.في الأثناء، حاولنا الاتصال بإدارة سلسلة المطاعم المذكورة قصد الإطلاع على روايتها إزاء مايحدث، ولكننا لم نوفق في ذلك.

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !