ملف “قمحي لا ينقسم”: تقديم

عندما صدحت مجموعة “ڤمح” بأغنية “ڤمحي لا ينقسم”، تفرق فهم معانيها بين المستمعين.

بالنسبة لنا، فهمنا لمقاصد الأغنية حملنا على كتابة هذا الملف. حملتنا حمية “الفرارفاقية”1 التي تعتز بالانتماء لأوساط “الفرارات” بمعناها الشعبي وتحمل صفة “الرفاق” التي تستوجب على المرء أن يكون “أحمرا وخبيرا” على قول فرارفيق صيني2 صدق ما عاهد عليه شعبه قبل أن يقضي نحبه.

انطلقنا من نقطة أننا في وضعية ينقسم فيها القمح بين الأمم وأننا نعيش تحت وطأة هذا الانقسام.

حاولنا في البداية القيام بعملية قطع ابستيمولوجي مع ما ساد من التفكير السياسي فاستخلصنا أن مريدي الخطاب المهيمن قد “مرّضهم البص وخوف الصوردي اللي مخرّيهم”، كما نطق ‘ماسي’.

في مرحلة ثانية، طفقنا ننبش تاريخ الفكر السياسي الرشيد الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه من تبعية غذائية فقلنا لم لا “نطل على فلاحكم وسوانيكم” على طوال الحقبة الممتدة منذ قُبيْل الاستعمار حتى أيام الناس هذه.

خيّرنا لاحقا أن نعرّج على المفاهيم التي تحكم سياسات إنتاج الغذاء بين تلك التي تفضل الأمن والأخرى التي ننادي بها والتي تقترح السيادة. سيادة غذائية تسبّق الحاجيات الإنسانية على المبادلات التجارية داخل إطار تنمية متمركزة على الذات وحسب مبدأ: “ما نعطيش الكل كي نبيع أما السلعة نذوق” الذي قال به ‘كاتي الطيب’.

في محطة أخيرة، ننزّل مفاتيح السيادة الغذائية على الواقع التونسي الآن وهنا عبر سياسات عاجلة تفرض وجود “كعبات القمح في الأرض القاحلة” حسب مطلب عصام عبسي.

هذا الملف هو فاتحة للتفكير الجماعي من أجل خلق هيمنة ثقافية مضادة تحملها أكتاف الفرارفاق والفرارفيقات.

“والزمم… هذا الحق وما جاش من عدم”.


روابط الملف:

ملف من إعداد: محمد سليم بن يوسف، هيثم ص. ڤاسمي، وليد بسباس
مراجعة: إيمان اللواتي


1. الفرارفيق هو مصطلح متكون من كلمتي "فرار" و "رفيق" تم استنباطه بعد الإطلاع على أفكار عالم الإجتماع بيار بورديو والاقتناع بأهمية الانغراس في الطبقات الشعبية من أجل فهمها ونبذ التعالي الطبقي.

2. ماو تسي تونغ من أعماله المختارة، خطاب 31 جانفي 1958 بعنوان "أحمر وخبير".

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !