مطالبين برفع الحصار الأمريكي: الكوبِيُّون بصوت واحد “الوطن أو الموت” !

متابعة – شمس الدين الحمروني وأمل عامر

شهدت كوبا نهاية الأسبوع المنقضي مظاهرات مطالبة برفع الحصار الأمريكي على الجزيرة، إذ خرج/ت آلاف الكوبيين/ات إلى الشوارع بكل من سانتا كلارا ولاس توناس حاملين/ات الأعلام الكوبية و رافعين/ات شعارات مناهضة للحظر الأمريكي.

هذه الاحتجاجات ليست الأولى من نوعها، فقد دعت أكثر من 20 منظمة آخر الشهر الماضي إلى التظاهر ضد العدوان الأمريكي المفروض على كوبا منذ 1962. ويُذكَر أنّ الحصار الأمريكي يعود إلى ما بعد الثورة الكوبية سنة 1959، ردًا على تأميم شركات أمريكية. إذ صوتت جمعية/ منظمة الدول الأمريكية (OEA )، التي تسيطر عليها واشنطن، على إقصاء كوبا، وبالتالي عزلها ديبلوماسيًا واقتصاديًا عن بقية بلدان القارة وحلفاء الولايات المتحدة (باستثناء فرنسا، كندا، إسبانيا، المكسيك). و قد أدّى ذلك إلى حصار شبه كلّي لكوبا، مُكَلِّفًا ايّاها خسائر قدّرتها الحكومة بـ116مليار دولار في 2014.

ويُعتَبَر الحظر الأمريكي على كوبا أطول حظر في التاريخ المعاصر. إذ استمرّ لعقود قبل تعديل إجراءاته في عهد أوباما وراؤول كاسترو، ما مثّل وقتئذ خطوة في اتجاه رفعه، خاصة مع إعادة العلاقات الأمريكية الكوبية. غير أن صعود ترامب في 2017 هيّأ للانقلاب على الالتزام الأمريكي تجاه كوبا وتشديد الحصار بدل رفعه بتعلة انتهاك حقوق الإنسان و مساندة هافانا للحكومة الفينزويلية. وفي جانفي 2021 أعيدت كوبا إلى القائمة السوداء للإرهاب، قائمة تتقاسمها مع إيران، كوريا الشمالية وسوريا منذ 1982 قبل أن تخرج منها 2015 لتعود إليها في نهاية عهدة ترامب.

وقد نظم المهاجرون/ات الكوبيون/ات تحركات في 20 مدينة أمريكية تزامنا مع الاحتجاجات داخل الجزيرة الاشتراكية وتنديدا بصمت الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه مطالب رفع الحصار وتجاهلها للملفّ الكوبي. من جهته وصف الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الاحتجاجات بـ”موجة لا يمكن إيقافها” في تغريدة له على تويتر. وأضاف “في خضم الوباء العالمي نزل آلاف الأشخاص إلى الشوارع لمطالبة الولايات المتحدة بإنهاء الحصار”.

اليوم يتظاهر الكوبيون/ات رغم الوضع الوبائي والتعتيم الإعلامي مردّدين شعار الثورة ضد السياسة الأمريكية المنتهكة للقانون الدولي ولحقوق الشعب الكوبي، سياسة ترتقي إلى “الإبادة الجماعية” بالنسبة لكوبا التي تتهم الولايات المتحدة بعرقلة مكافحتها لفيروس كورونا.

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !