الإستبداد في المجموعات غير المنظمة (جزء 2)

الكاتبة: جوو فريمان

الإستبداد في المجموعات غير المنظمة (جزء 1)


العجز السياسي

ربما تكون المجموعات غير المهيكلة فعالة جدا في جعل النساء يتكلمن عن حياتهن؛ لكنها ليست جيدة جدا للقيام بالأشياء. إنه لعندما يضجر الناس من “الحديث فقط” ويريدون القيام بأكثر من هذا، تتخبط هذه المجموعات إلا إذا غيرت طبيعة اشتغالها. في بعض الأحيان يتماشى الهيكل غير الرسمي المنشأ مع تواجد احتياجات تتمكن المجموعة من الإستجابة لها ما يعطي صورة بأن المجموعات غير المهيكلة تشتغل بفاعلية؛ كون المجموعة أنشأت، عرضيا، تحديدا نوعية الهياكل الملائمة للخوض في نوع معين من المشاريع. مع كون اشتغال هذا النوع من المجموعات يمثل تجربة مثيرة، فهو أيضا نادر وصعب التكرار. تتوفر في هذه المجموعات تقريبا أربع شروط ضرورية:

  1. كونها متمحورة حول مهمة. وظيفتها محصورة ومحددة جدا، مثل التحضير لندوة أو نشر صحيفة. إن المهمة هي التي تهيكل المجموعة. المهمة تحدد ما يجب القيام به ومتى يجب القيام به. فهي بمثابة المرشد الذي يقيّم من خلاله الناس أفعالهم ويضعون مخططات للأنشطة المستقبلية على أساسه.
  2. كونها صغيرة ومتجانسة نسبيا. التجانس ضروري حتى يجد المشاركون “لغة مشتركة” للتفاعل. أناس ذوي خلفيات مختلفة جدا يمكن أن يقدموا إثراء لمجموعة توعوية حيث يمكّن ذلك كل فرد من التعلم من تجارب الآخرين، لكن تنوعا كبيرا في أعضاء مجموعة متمحورة حول مهمة يعني فقط أنهم سيسيئون فهم بعضهم البعض باستمرار. أناس بهذا التنوع الكبير يتمثلون الكلمات والأفعال بشكل مختلف. لديهم انتظارات مختلفة في علاقة بسلوكات بعضهم البعض ويقيمون النتائج حسب معايير مختلفة. إن كان الكل يعرفون بعضهم البعض جيدا لفهم الفوارق الدقيقة، فيمكن استيعاب هذه الإختلافات. في العادة، هي لا تؤدي إلا إلى البلبلة وإلى قضاء ساعات لا متناهية في فض نزاعات لم يفكر أحد أنها ستنشب.
  3. هنالك درجة كبيرة من التواصل. يجب أن تمرر المعلومة للجميع ويجب أخذ الآراء وتقسيم العمل وضمان المشاركة في القرارات. هذا ممكن فقط إن كانت المجموعة صغيرة والناس يعيشون مع بعضهم البعض طيلة الفترات الحاسمة من المهمة. لا حاجة للقول أنّ عدد التفاعلات اللازمة لتشريك الجميع تتزايد هندسيا بازدياد عدد المشاركين. هذا يحد حتميا عدد المشاركين في المجموعة في حدود الخمسة أو يقصي البعض من بعض القرارات. المجموعات الناجحة يمكن أن يكون حجمها في حدود العشرة أو الخمسة عشر، لكن فقط عندما تكون متكونة في الوقاع من عديد المجموعات الصغيرة التي تؤدي أجزاء معينة من المهمة ويتداخل أعضاؤها ليسهلوا تمرير المعرفة بما تفعله كل مجموعة.
  4. هنالك درجة منخفضة من التخصص في المهارات. لا يتوجب على الجميع أن يقدروا على القيام بكل شيء، لكن كل شيء يتوجب أن يقدر على القيام به أكثر من شخص واحد. بحيث يمكن الإستغناء على أي كان. إلى حد ما، يصبح الناس أجزاء يمكن تغيير بعضها ببعض.

بينما يمكن أن تتواجد هذه الشروط عرضيا في المجموعات الصغيرة هذا غير ممكن في المجموعات الأكبر. بالتالي ولكون عموم الحركة في أكبر المدن لا تزيد هيكلتها على هيكلة مجموعات الحديث فهي ليست أكثر فاعلية من المجموعات المنفصلة في القيام بمهام معينة. نادرا ما يجتمع الهيكل غير الرسمي ويتواصل مع الناس بما فيه الكفاية حتى تكون له القدرة على الإشتغال بفاعلية. تولّد إذن الحركة الكثير من الحركية والقليل من النتائج. للأسف تداعيات هذه الحركية ليست منعدمة مثل نتائجها، وضحيتها هي الحركة نفسها.

بعض المجموعات شكلت نفسها في صيغة مشاريع للعمل المحلي ما دام لا يشارك فيها الكثير من الناس وما دامت تعمل على نطاق صغير. لكن هذا الشكل يحصر نشاط الحركة في المستوى المحلي؛ لا يمكن العمل به على مستوى جهوي أو وطني. أيضا لكي تشتغل جيدا عادة ما تُقَلِم هذه المجموعات نفسها حتى لا يبقى غير تلك المجموعة غير الرسمية من الصديقات التي كانت تدير الأمور منذ البداية. هذا يقصي عديد النساء من المشاركة. ما دام لا يمكن للنساء المشاركة في الحركة إلا عبر عضوية مجموعات صغيرة، الأقل مخالطة يواجهن عائقا ملحوظا. ما دامت مجموعات الأصدقاء هي الوسائل الأساسية لنشاط التنظيم، فستتم مأسسة النخبوية.

بالنسبة للمجموعات التي لا تجد مشروعا محليا تتكرس له، يصبح مجرد بقاء أعضائها مع بعضهم البعض أساس بقائهم مع بعضهم البعض. عندما لا يكون لمجموعة ما مهمة معينة (والإرتقاء بالوعي مهمة) يوجه أفرادها طاقاتهم نحو التحكم بآخرين في المجموعة. هذا ليس ناتجا عن رغبة خبيثة بالتحكم بالآخرين (وإن صحّ ذلك في بعض الأحيان) على قدر ما هو ناتج عن افتقارهم لشيء أفضل يفعلونهم بمواهبهم. أناس مقتدرون يملكون متسعا من الوقت ولديهم حاجة لتبرير التقاء بعضهم البعض يضعون مجهوداتهم في السيطرة الشخصية ويقضون وقتهم في انتقاد شخصيات بقية أعضاء المجموعة. الصراعات الداخلية وألاعيب التسلط تهيمن على الجوّ. عندما تكون المجموعة منهمكة في مهمة يتعلم الناس قبول الآخرين كما هم والتوافق معهم ويحتوون الكراهيات الشخصية في سبيل الهدف الأسمى. ما يضع حدا للرغبة الجامحة في نحت كل شخص على الصورة التي نرى أنه يجب أن يكون عليها.

إنتهاء الإرتقاء بالوعي يترك الناس دون هدف يصلون إليه واللاهيكلية دون طريق للوصول إليه. إما أن تنقلب النساء في الحركة لانتقاد بعضهن البعض وأخواتهن أو أن تبحثن عن بدائل أخرى للتحرك. والبعض منها متاح. بعض النساء يقمن بمشروعهن الشخصي. يمكن أن يؤدي هذا إلى كمّ هائل من الإبداع الفردي، أغلبه مفيد للحركة، لكنه ليس بديل مستدام لأغلب النساء وهو قطعا لا يكرس روح التعاون والمجهود الجماعي. نساء أخريات ينزَحن خارج الحركة تماما لكونهن لا يردن القيام بمشروع فردي ولم يجدن أي طريقة لاكتشاف مشروع جديد أو الإلتحاق به أو إنشاء مشاريع جماعية تثير اهتمامهن.

العديدات يتجهن نحو تنظيمات سياسية أخرى لتمكنهن من نوع النشاط المهيكَل الفعال الذي لم يتمكنّ من إيجاده في الحركة النسائية. هاته التنظيمات السياسية التي ترى تحرير النساء فقط كمسألة من بين عديد المسائل التي يجب على النساء أن يكرسن لها وقتهن تجد إذن في الحركة أرضية واسعة لانتداب عضوات جديدات. لا حاجة لهذه التنظيمات أن تقوم بعملية “اختراق” (لكن لا مانع لذلك). التوق لنشاط سياسي هادف الذي ولّده في النساء انتماؤهن إلى حركة تحرير النساء يجعلهن متحمسات للإلتحاق بتنظيمات أخرى عندما لا توفر لهن الحركة منفذا لأفكارهن وطاقاتهن الجديدة. هؤلاء النساء اللواتي يلتحقن بتنظيمات سياسية أخرى مع البقاء في حركة تحرير النساء أو اللواتي يلتحقن بحركة تحرير النساء مع البقاء في تنظيمات سياسية أخرى يصبحن بدورهن إطارا لهياكل غير رسمية جديدة. هذا النوع من شبكات الصداقة قائم على التوجهات السياسية المشتركة خارج النسويّة عوض الخاصيات التي ناقشناها سابقا لكنها تشتغل تقريبا بنفس الطريقة. لكون هؤلاء النساء يشتركن في قيم وأفكار وتوجهات سياسية هنّ أيضا يصبحن نخبا غير رسمية، غير مقرَرة، غير مختارة، غير مسؤولة – تعمَّدن ذلك أم لا.

هذه النخب غير الرسمية الجديدة غالبا ما تبدو في نظر النخبة غير الرسمية القديمة التي تطورت داخل مختلف مجموعات الحركة كتهديد. هذا إدراك صائب. مثل هذه الشبكات الحاملة لتوجهات سياسية قلّ ما تكتفي بكونها “نوادي أخوات” مثل الشبكات القديمة وهي تريد القيام بدعاية لأفكارها السياسية وأيضا النسوية. هذا طبيعي لكن تداعياته على حركة تحرير النساء لم يتم نقاشها كما ينبغي. النخب القديمة نادرا ما تريد المجاهرة بمثل هذه الإختلافات في الآراء إذ يترتب عن ذلك كشف الهيكلة غير الرسمية للمجموعة.

العديد من هذه النخب غير الرسمية لا طالما تَخَفّى وراء “مناهضة النخبوية” و”اللاهيكلية”. حتى تتمكن من مجابهة المنافسة التي يمثلها هيكل غير رسمي آخر، عليها أن تخرج لـ”العلن” لكن هذا الخيار يفضي على عديد التبعات الخطيرة. لذلك، حتى تحافظ على سلطتها، من الأسهل عقلنة إقصاء أعضاء الهيكل غير الرسمي الآخر بوسائل مثل “إستقطاب أحمر” 1 ، ” إستقطاب إصلاحوي”، ” إستقطاب مثلي-جنسي”، “إستقطاب غيري-جنسي”. البديل الوحيد الآخر هو هيكلة المجموعة بشكل رسمي بطريقة تتم بها مأسسة هيكل السلطة الأصلي. هذا ليس ممكنا دائما. إن كانت النخبة غير الرسمية مهيكلة جيدا ومارست قدرا كافيا من السلطة في الماضي فيمكن تحقيق هاته المأمورية. هذه المجموعات لديها تاريخ من النجاعة السياسية في الماضي، تماسك الهيكل غير الرسمي أثبت نفسه كبديل كاف عن هيكلة رسمية. أن تصبح مهيكلة لا يغير كثيرا في كيفية اشتغالها، في نفس الوقت مأسسة هيكل السلطة تتيح إمكانية مواجهته. إنها تلك المجموعات التي هي في أمس الحاجة لها هي الأقل قدرة على خلق هيكلة. هياكلها غير الرسمية لم تتشكل جيدا وإيمانها بإيديولوجيا “اللاهيكلية” يجعلها الأكثر عزوفا على تغيير التكتيكات. على قدر ما تكون مجموعة ما غير مهيكلة وعلى قدر ما تنقصها هيكلة غير رسمية وعلى قدر إيمانها بإيديولوجيا “اللاهيكلية” على قدر ما تكون عرضة لأن يتم التحكم بها من قبل مجموعة من الرفيقات السياسيات.

ما دامت الحركة في مجملها غير مهيكلة مثلها مثل أغلب المجموعات المكونة لها، فهي عرضة مثلها للتأثير غير المباشر. لكن الظاهرة تتجلى بصفة مخالفة. على المستوى المحلي، مغلب المجموعات يمكنها أن تشتغل باستقلالية؛ لكن المجموعات الوحيدة التي يمكنها أن تنظم أنشطة وطنية هي المجموعات المتنظمة على مستوى وطني. غالبا ما تأخذ إذن التنظيمات النسوية المهيكلة القيادة الوطنية للأنشطة النسوية، وهذه القيادة مرتبطة بأولويات هاته التنظيمات. مجموعات مثل “ناو” و”وايل” وبعض الفصائل النسائية اليسارية هي ببساطة المجموعات الوحيدة القادرة على القيام بحملات وطنية. جموع مجموعات تحرير النساء غير المهيكلة يمكنها اختيار أن تساند أو ألا تساند الحملات الوطنية لكنها غير قادرة على القيام بحملات بنفسها. تصبح إذن عضواتها الجنديات الخاضعات لقيادة التنظيمات المهيكلة. المجموعات غير المهيكلة صراحة ليس لها أي طريقة للإستفادة من الموارد الكبيرة للحركة من أجل خدمة أولوياتها. ليس لديها حتى طريقة لتقرير ماهي أولوياتها.

على قدر ما تكون حركة ما غير مهيكلة على قدر ما تقلّ سيطرتها على اتجاهات تطورها والممارسات السياسية التي تخوض فيها. هذا لا يعني أنّ أفكارها لا تنتشر. مع قدر معين من الإهتمام الإعلامي ومن الظروف الإجتماعية الملائمة ستنتشر الأفكار على نطاق واسع. لكن انتشار الأفكار لا يعني وضعها حيز التنفيذ؛ هو يعني فقط أنه يتم الحديث عنها. في حدود إمكانية تطبيقها الفردي يمكن أن يتم العمل بها؛ على قدر ما يستوجب وضعها حيز التنفيذ سلطة سياسية متناسقة فلن يتم ذلك.

ما دامت حركة تحرير النساء تكرس نوعا من التنظّم يرتكز على مجموعات نقاش وصداقة صغيرة وغير فاعلة فلن تشعر بأسوأ مشاكل عدم الهيكلة. لكن هذا النمط من التنظّم له حدوده؛ فهو غير فعّال سياسيا وهو إقصائي وتمييزي تجاه أولئك النساء اللواتي لم يلتحقن أو لا يمكنهن الالتحاق بشبكة الصداقات. ما سيثني لا محالة أولئك اللواتي لا يتلاءمن مع ما هو موجود بسبب الطبقة أو العرق أو المهنة أو التكوين أو الوضعية الزوجية أو العائلية إلخ. عن محاولة المشاركة. أولئك اللواتي يجدن أنفسهن في انسجام ستتنامى لديهن مصلحة في إبقاء الأمور على ماهي عليه.

ستقوم الهياكل غير الرسمية بصيانة المصالح المتعلقة بالمجموعات غير الرسمية والحركة لن تجد طريقة لتحديد من له أن يمارس السلطة داخلها. إن تواصلت الحركة عمدا في عدم اختيار من له أن يمارس السلطة فهي لا تلغي بذلك السلطة. كل ما تفعله هو التنازل عن الحق في مطالبة صاحبات النفوذ والسلطة بتحمل المسؤولية التي تترتب عن ذلك. إن واصلت الحركة في الحفاظ على أكثر ما يمكن من تشتت السلطة لكونها تعرف أنه لا يمكنها مطالبة من يملكنها بالمسؤولية فهي تمنع أي مجموعة أو شخص من الهيمنة التامة. لكنها في نفس الوقت تضمن كونها على أكبر قدر ممكن من عدم الفاعلية. يجب إيجاد حل وسط بين الهيمنة وعدم الفاعلية.

هذه المشاكل بصدد الصعود إلى السطح في هذا الوقت لحتمية تغيُّر طبيعة الحركة. الإرتقاء بالوعي كوظيفة أساسية لحركة تحرير النساء أصبح باليا. بفعل التغطية الإعلامية المكثفة للسنتين المنقضيتين والكتب والمقالات المنتشرة بين العموم تحرير النساء أصبحت كلمة متداولة. يتم مناقشة مسائلها ومجموعات حديث غير رسمية تتشكل دون أي علاقة بأي من مجموعات الحركة. يجب على الحركة أن تمر إلى مهام أخرى. عليها الآن أن تضع أولويات وتبلور أهدافا وأن تسعى لتحقيق غاياتها بطريقة متناسقة. للقيام بهذا يجب عليها أن تنتظم محليا وجهويا ووطنيا.

مبادئ هيكلة ديمقراطية

حالما لا تعود الحركة متشبثة بصلابة بإيديولوجيا “اللاهيكلية” تصبح حرة لتطوير أشكال التنظم الأنسب لضمان اشتغالها السليم. هذا لا يعني أنه علينا الذهاب إلى أقصى القطب المقابل أن نقلد بعماء أشكال التنظم التقليدية. ولكن لا يجب أيضا رفض جميعها بعماء. ستثبت بعض التقنيات التقليدية أنها مجدية رغم كونها ليست مثالية؛ وبعضها سيعطينا تبصُّرات فيما يجب وما لا يجب فعله لتحقيق بعض الغايات بأقل ما يمكن من التكاليف للأفراد في الحركة. غالبا سيكون علينا أن نختبر أنواعا مختلفة من الهيكلة وتطوير تشكيلة متعددة من التقنيات لاستعمالها في حالات مختلفة. نظام القرعة هي واحدة من الأفكار التي برزت من خلال الحركة. لا يمكن تطبيقها في كلّ الوضعيات لكنها مجدية في بعضها. هنالك حاجة لأفكار أخرى للهيكلة. لكن قبل أن نُقبِل على التجربة والإختبار بذكاء يجب علينا القبول بفكرة أنه لا سوء في الهيكلة في حد ذاتها – فقط استعمالها المفرط.

في أثناء خوضنا في عملية المحاولة-و-الخطأ هذه، هنالك بعض المبادئ الأساسية للهيكلة الديمقراطية والناجعة سياسيا التي يمكننا الحفاظ عليها في أذهاننا:

  1. تفويض صلاحيات معينة لأفراد معينين من أجل مهام معينة عن طريق إجراءات ديمقراطية. لا يمكن ائتمان ناس على مهام يقومون بها فقط لكون لا أحد غيرهم يقوم بها. إن يتم اختيار الناس للقيام بمهمة، في أفضل الأحوال بعد تعبيرهم عن اهتمامهم واستعدادهم للقيام بها، يكونون قد اتخذوا التزاما لا يمكن تجاهله بسهولة.
  2. إلزام كل من فُوضت له صلاحيات بأن يكون مسؤولا أمام الذين اختاروه. هكذا تضمن المجموعة سيطرتها على الناس الموجودين في مواقع سلطة. يمكن للأفراد أن يمارسوا السلطة لكن المجموعة ككل هي التي لديها الكلمة الحاسمة حول الكيفية التي تمارس بها السلطة.
  3. توزيع السلطة على أكبر عدد ممكن ومعقول من الناس. هذا يمنع احتكار السلطة ويجبر من هم في مواقع سلطة على التشاور مع الآخرين أثناء ممارستها. ما يعطي أيضا العديد من الناس الفرصة لتحمل مسؤولية مهمة معينة وبذلك اكتساب كفاءات مختلفة.
  4. تناوب الأفراد على المهام. شيئا فشيئا تبدو مسؤوليات يتحملها شخص واحد لمدة طويلة، بصفة رسمية أو غير رسمية، على أنها “ملك له” ويصبح استرجاعها والتحكم بها من قبل المجموعة غير سهل. بالعكس إن يتم التناوب على المهام بوتيرة عالية جدا لا يجد الأفراد الوقت للتدرب على عملهم جيدا واكتساب إحساس بالرضاء على عملهم.
  5. إسناد المهام على أساس معايير عقلانية. إختيار شخص لموقع لكون المجموعة تحبه أو تكليفه بأعمال شاقة لكونه مكروه لا يخدم لا المجموعة ولا الفرد على المدى الطويل. يجب أن تكون القدرة والإهتمام والمسؤولية أهم الإعتبارات في مثل هذا الاختيار. يجب منح الناس فرصة لاكتساب مهارات لا يمتلكونها لكن هذا يكون أفضل إن تم عن طريق نوع من “التتلمذ” لا على منهج “إسبح أو إغرق”. مسؤولية لا يمكن للشخص تحملها تحطّ من معنوياته. بالعكس، منع الشخص من القيام بما يجيد القيام به لا يشجعه على تطوير قدراته. تمّت معاقبة النساء لكونهن كفاء خلال جل تاريخ الإنسانية؛ الحركة لا يجب أن تعيد هذه الممارسة.
  6. تعميم المعلومة على الجميع بصفة منتظمة. المعلومة سلطة. نفاذ الشخص للمعلومة يزيد من سلطته. عندما تقوم شبكة غير رسمية ببث أفكار ومعلومات فيما بينها خارج المجموعة فهي بذلك انطلقت في عملية تشكيل موقف – دون مشاركة المجموعة. على قدر ما يكون الشخص على علم بما يحدث وكيفية سير العمل على قدر ما يمكنه أن يكون فعّالا سياسيا.
  7. المساواة في النفاذ إلى الموارد التي تحتاجها المجموعة. هذا ليس دائما ممكنا تماما لكن يجب السعي إليه. تمتع شخص ما بحالة احتكار لمورد ما تحتاجه المجموعة (كآلة طباعة يمتلكها زوج أو غرفة مظلمة) سيكون له تأثير سيء على استعماله. المعلومة والمهارات أيضا موارد. مهارات الأعضاء لا تكون متوفرة بإقساط إلا إذا كانت لديهم الرغبة في تعليم ما يعرفونه للآخرين.

عندما يتم تطبيقها تضمن هذه المبادئ أنه مهما كان شكل الهياكل التي يتم إنشاءها من طرف مختلف مجموعات الحركة فهي ستكون تحت سيطرة المجموعة ومسؤولة أمامها. مجموعة الناس المتواجدين في مواقع السلطة ستكون منتشرة ومرنة ومفتوحة ومؤقتة. لن يجدوا أنفسهم في موقع سانح لمأسسة سلطتهم لأن القرارات النهائية ستتخذها المجموعة ككل. المجموعة سيكون لديها القدرة على تحديد من سيكون له أن يمارس السلطة داخلها.


1. أي شيوعي

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !