بيان مشترك | أمام استمرار سياسة فرض التطبيع على شعبنا: على قيس سعيّد أن يٌثبت صدقه وعلى التونسيّين الدفاع عن كرامتهم المهدورة !

إثر إقدَم الملحّن التونسي نعمان الشعري، بأداء أغنية مشتركة مع مغنٍ صهيوني تحت إسم “سلام الجيران” بتمويل من “المجلس العربي للتكامل الإقليمي”، أصدرت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني والحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل هذا البيان المشترك.


تونس، في 14/12/2020

في عمل تطبيعي استفزازي جديد، أقدَم ملحّن تونسي مغمور، يُدعى نعمان الشعري، بأداء أغنية مشتركة مع مغنٍ صهيوني اسرائيلي أسموها “سلام الجيران”، وقد تمّ تمويلها وترويجها ممّا يُدعى بـ”المجلس العربي للتكامل الإقليمي”، وهو مؤسّسة صهيونية مدعومة أمريكيًا كرّست نفسها لفرض التطبيع بين العرب والصهاينة، ويترأسّه الصهيونيّان الأمريكيّان دنيس روس وجوزف براودي.لم يكتف هذا الخائن بتبرير جريمته التطبيعيّة واستخفافه بمشاعر وعقول التونسيّين بزعمه أن “لا أهداف سياسية لما قام به”، بل افتخر كذلك بكونه “عضوًا مؤسّسا” في المجلس المذكور.

كما كشف في تصريح لإذاعة تونسية خاصّة بأنّه سبق له السفر الى فلسطين المحتلّة، إلى جانب عامليْن تونسيّيْن آخريْن في مجال الفنّ، حيث أحيوا سهرة قرب تلّ أبيب (قال أنّها من تنظيم حزب العدالة والتنمية التركي)، في قرية كفر قاسم، التي شهدت إحدى أبشع المجازر الصهيونيّة خلال “النكبة”.ولا يخفى على أحد الهدف الاستفزازي والدعائي الواضح لهذه الخطوة الجديدة، وارتباطها بسياسات فرض التطبيع على شعوبنا. هذه السياسة المكشوفة الساعية لتصفية القضيّة الفلسطينيّة وتمرير “خدعة القرن”، والتي يعمل على تنفيذها الحِلف الذي شكّلته مؤخّرًا الإدارة الأمريكيّة، ووضعت على رأسه الكيان الصهيوني وفي خدمته بعض الأنظمة الرجعية العربية، على رأسها الإمارات والسعودية.

وبغضّ النظر عن مدى نذالة هذا المرتزق الجديد ومن سار معه في دربه الخياني وتفاهة مبرّراتهم، فإنّه يهمّنا التأكيد على أنّ هذه الجريمة الجديدة هي النتيجة الطبيعية والمنطقية لإحجام وتقاعس السلطة التونسية، بحكوماتها المتعاقبة، بل وتواطئها الواضح، عن التصدّي للممارسات التطبيعية المستمرّة في السنوات الأخيرة.

ندعو في بياننا هذا للمرّة الأخيرة الرئيس قيس سعيّد أن يكون في مستوى ما أعلنه من مواقف خلال الحملة الانتخابيّة، وأن يُقْدم على اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الموضوع الذي يدخل ضمن صلاحياته، لكونه يمسّ الأمن القومي لبلادنا وسياتها الخارجية.ومن أهمّ القرارات المطلوبة والممكنة بتقديرنا:

– اتخاذ إجراءات ردعيّة حازمة ضدّ هذا المطبّع، وضدّ كلّ من سهّل سفره الى الكيان الصهيوني وتعامله مع أعداء شعبنا وأمّتنا. واعتماد نفس القرارات ضدّ كلّ من شاركوا في نفس الممارسات خلال السنوات السابقة، ابتداءً بالمغنّي محسن الشريف، ووصولاً إلى رئيس جامعة التنس سلمى المولهي. فالسكوت الرسمي المتواصل هو ما شجّع المرتزقة على سلك نفس طريق طعن قضيّة فلسطين، رغم علمهم بمكانتها في وجدان التونسيين وتاريخهم.

– التقدّم فورًا للبرلمان بمشروع قانون يجرّم كافة أشكال التطبيع مع الصهيونية وكيانها المحتلّ لفلسطين. ولتتحمّل كلّ القوى السياسية الممثّلة بالبرلمان مسؤوليتها أمام الشعب والتاريخ.

إلى ذلك، تتجّه حملتيْنا أساسا بالنداء إلى أحرار وحرائر الشعب التونسي وقواه الحيّة، وتهيب بهم إلى التصدّي بكافة الوسائل المشروعة للمطبّعين والاستعداد للصمود ومقاومة الهجمة التطبيعية المركَّزة على مختلف شعوب الوطن العربي. وفي هذا الإطار تدعو حملتينا كلّ القوى الوطنية المهتمّة بهذا الموضوع إلى الاجتماع قريبا لمناقشة الخطوات الضرورية لتجسيد هذا الموقف.

وفي سياق متّصل يهمّنا أن نعلن إدانتنا الواضحة للخطوة الخيانيّة الأخيرة التي أقدم عليها النظام المخزني الرجعي في المغرب الأقصى، بتواطئ من الحكومة التي يرأسها حزب العدالة والتنمية. كما ندين صمت السلطة في تونس، وكذلك صمت الطيب البكوش الأمين العامّ لإتحاد المغرب العربي. وهي إنّ هذه الخطوة وإن لم تكن مستغربة من هذا النظام ذي التاريخ العريق في التآمر مع أعداء الأمّة، فإنّ استسهال الإدارة الامبريالية الأمريكية إبرام صفقة التطبيع مقابل تصفية حقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره يؤكّد مجدّدا:

مدى الترابط الوثيق بين العدوّين الأمريكي والصهيوني، كما يثبت مرّة أخرى مدى تشابك قضايا تحرّر شعوب منطقتنا من الاستبداد والاستعمار. ونحن على ثقة عالية بأنّ شعبنا المغربي الشقيق وقواه الوطنيّة لن يسكتوا على هذا العار.يتوهّم الصهاينة وحلفاؤهم وعملاؤهم أنّهم سينجحون من خلال شراء ذمم بعض المرتزقة ضعاف النفوس من فرض التطبيع أمرًا واقعًا على شعوبنا، لكن نقول لهم “هيهات منّا الذلّة”.

ونعدهم بأنّ شعبنا التونسي والمغاربي، الذي جاهد أبناؤه لتحرير فلسطين منذ عهد صلاح الدين، وقدّم من أجلها الآلاف من الفدائيين وعشرات الشهداء والمعتقلين، لن يسكت عن الإهانة ولن يتخلّى عن كرامته ولا عن قضيّته المركزيّة، رغم كلّ سياسات الترغيب والترهيب.المجد لشهداء فلسطين ومقاوميها، والخزي والعار للمطبّعين الخونة وللمتواطئين معهم بصمتهم!

الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني

الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !