رسالة مفتوحة الى المخرجة منال العبيدي : لا تسمحي بأن يكون فنّكِ مدخلا للتطبيع مع نظام الميز العنصري والارهاب الصهيوني!

الفنّانة المحترمة منال العبيدي،

تحيّة وبعد،

يهمّنا في التنسيقية التونسية للعمل المشترك من أجل فلسطين، التي تضمّ عددا من الحملات والمنظمات والهئيات الشعبية، التوجّه إليك بهذه الرسالة المفتوحة بالنظر إلى كون فيلمك “أريكة في تونس” قد بُرمجَ للعرض في المهرجان الإسرائيلي “سينما الشرق الأوسط ” بالقدس المحتلّة.

يأتي هذا المهرجان اثر اعلان المجرم ترامب صفقته البائسة لتصفية الحقّ الفلسطيني، ويندرج ضمن المحاولات الدنيئة المُسجّلة مؤخرًا في تونس، وباقي البلدان العربية، من أجل فرض مضمون هذه الصفقة عبر بوّابة التطبيع مع الكيان الصهيوني. فوفقا لموقع المهرجان على الإنترنت ، “تسعى تظاهرة السينما الشرق أوسطية إلى عرض أفضل الأفلام من الشرق الأوسط ، أملاً في كشف الثقافات والمجتمعات المختلفة في المنطقة والمشاكل التي تواجهها وتعريفها للجمهور المحلّي”. وهو ما يؤكّد المضمون التطبيعي لهذه التظاهرة الساعية الى تصوير نظام الميز العنصري والارهاب الصهيوني بفلسطين المحتلّة كدولة طبيعية تحتضن الفنّ وترنو للسلام والتعايش بين الشعوب.

تمّت برمجة هذا الفيلم للعرض بما يُسمّى بمهرجان “سينما الشرق الأوسط”، الذي سينطلق غدا بالقدس المحتلّة

إليك مثلا ما يعتقده مجد مستورة، الممثل الشاب في فيلمك، بخصوص عرضه بفلسطين المحتلّة: “لو كان الأمر يتوقف عليّ ، فسأقاطع هذا المهرجان الدعائي بحجّة” التقارب بين الشعوب “في دولة تقتل الشعب الفلسطيني وتنتهك معظم حقوق الإنسان الأساسية منذ عقود” . ونحن اذ نحيّي الفنّان مجد مستورة على موقفه المشرّف، فإنّنا ندعوك الى أن تحذوي حذوه وأن تعبّري عن موقف مماثل وتبادري الى طلب سحب عرض فيلمك من هذا المهرجان التطبيعي. اذ نعلم أنّ فيلمك فرنسي الجنسية وأنّ شركة التوزيع الدولية التي تمتلك حقوق التوزيع هي التي وافقت على مشاركته بالأراضي المحتلّة، الاّ أنّنا نعلم كذلك أنّ حقوق المؤلف المعنوية محفوظة في قانون الملكية الفكرية الفرنسية وغير قابلة للتصرف (cf. article L123-1 du Code de la propriété intellectuelle). وعليه فإنّه بامكانك، إن شئتِ طلب الغاء هذا العرض، وهو ما سيغنينا عن الدعوة الى مقاطعته عند عرضه قريبا في تونس.

ختامًا، نحن ننتظر منك ألّا تخذلي الشعب التونسي الذي تدركين مدى تعلّقه بقضيّة فلسطين، كما أنّك تعلمين بلا شكّ مركزيّة هذه القضيّة وحساسيّتها في وجدان شعوبنا وفي ضمير كلّ أحرار العالم. أملنا كبير في أنّك ستقرّرين الوقوف إلى جانب الحقّ وأصحابه في فلسطين، وفي أنّك قادرة على تقديم نموذجِ مشرّف للفنّان الملتزم بقضايا شعبه وأمّتِه.

شاركي في حملة مناهضة التطبيع وكوني قدوةً يفتخر بها الشباب التونسي والعربيّ. ونحن على ذمّتك لتقديم المزيد من المعلومات إن اقتضى الأمر.

الأطراف الموقّعة:

الحملة التونسيّة لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني

الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية

الاتحاد العامّ لطلبة تونس

لجنة التضامن التونسية من أجل اطلاق سراح جورج ابراهيم عبد الله

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !