ناشطون يشوّشون على ندوة لـ “أنا يقظ” احتجاجًا على تعاملها مع حلف “النيتو”

متابعة اخبارية – قضايا وطنية – التحرير

بادر عدد من ناشطي وناشطات المجتمع المدني، صباح اليوم بأحد نزل العاصمة تونس، الى التشويش على ندوة صحفية لمنظمّة “أنا يقظ”، تعبيرًا عن احتجاجهم على مشاركة الأخيرة قبل أسابيع في ندوة كان من منظّميها حلف شمال الأطلسي “النيتو”.

فيديو منقول عن صفحة “أنا يقظ” على فيسبوك

ويتعلّق الأمر بندوة نظّمتها وزارة الدفاع التونسية، إلى جانب حلف “النيتو”، يوم 23 أكتوبر المنقضي تحت عنوان “تطوير الأخلاقيات والنزاهة في قطاع الدفاع”، وشارك فيها أشرف العوّادي، رئيس المنظّمة، كمتحدّث عن “دور المجتمع المدني” في هذا المجال.

وقد أثار اعلان المنظّمة عن مشاركتها في هذه الندوة عبر حسابها على تويتر سجالاً حادًا بين أعضائها وناشطين يساريّين، بالأساس، اعتبروا ما أقدمَت عليه “تطبيعا مع منظمة استعمارية اجرامية”. فيما دافع العوّادي عن مشاركته وموقف منظّمته بأنّ المسألة عادية، طالما أنّ الأمر يتعلّق بقضيّة “الفساد” وذي صلة بـ”الميزانية الدولة التونسية”. وأضاف وقتئذ أنّ مواقفهم ليست “ايديولوجية”.

تغريدة منظمة أنا يقظ حول الندوة التي شارك في تنظيمها حلف النيتو

الاّ أنّ ما ضاعف من سخط المحتجّين اليوم كان اعتماد منظمة “أنا يقظ” في تقريرها خارطة لفلسطين لا ترتقي حتى لما يُعرف بحدود 67. وهو ما رأى فيه العديدون اليوم تعبيرًا عن الخلفية الايديولوجية للمنظمة وتأكيدًا لما وجّه لها من تُهَم قبل أسابيع.

خريطة فلسطين كما وردت في تقرير “أنا يقظ” بندوة هذا الصباح
(الصورة لنور الدين بن أحمد)

وقال حمزة نصري جريدي، الناشط بجمعيّة “تقاطع” وبالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، في تصريح هاتفي لـ انحياز أنّ الهدف من هذا التحرّك كان “وضع أصحاب المنظمة أمام مسؤولياتهم”. وأردف موضحًا “أردنا كذلك أن نبيّن أنّ المجتمع المدني ليس كلّه موّرط في هذه الممارسات. بل أنّ هنالك أيضا مجتمع مدني مناهض للاستعمار ويرفض أيّ تعامل مع منظمّاته وسفاراته”.

وجدير بالذكر أنّ حلف شمال الأطلسي، المعروف بـ”النيتو” هو حلف عسكري أسّسته دول غربية سنة 1949، بقيادة الولايات المتحّدة، في سياق الصراع مع الاتحاد السوفياتي. وقد ساهم هذا الحلف في منذ ذلك الوقت في اضعاف المعسكر الاشتراكي الذي أسّس حلف وارسو. الاّ أنّ دوره لم يتوقّف اثر انهيار الاتحاد السوفياتي. اذ ساهم بشكل حاسم في تفكيك يوغوسلافيا وفي العدوان على أفغانستان اثر أحداث 11 سبتمبر، كما لعب دورًا رئيسيًا في اسقاط نظام القذافي واغتياله وصولا الى اندلاع الحرب الأهلية بليبيا. وقد سبق للرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو أن وصفه بكونه “أحد أخبث أدوات القمع” بيد الامبريالية.

يُذكر أيضا أنّ منظمة “أنا يقظ” نشرت هذا المساء على صفحتها الرسمية اعتذارًا وتوضيحًا بخصوص الخريطة التي نشرتها بالتقرير، وأكّدت أنّه تمّ تعويضها بـ”الخارطة الكاملة” لفلسطين. كما عبّرت في نفس السياق عن الايمان “بضرورة دعم ونصرة جميع القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !