فيديو| النقابية سنية الجبالي والمعطّلة عن العمل بسمة المحمودي في اضراب جوع من أجل “الحقّ في الحياة”

إنطلق منذ يوم الإثنين المنقضي بمقرّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بتونس العاصمة إعتصام تحت شعار ‘ أين حقّي في الحياة ؟ ’، حيث تخوض النقابية المطرودة سنية الجبالي إضرابا عن الطعام رفقة المُعطَّلة عن العمل بسمة المحمودي، بمساندة ومشاركة الناشط الإجتماعي أنيس المبروكي، إحتجاجا على أوضاعهم الإجتماعية الصعبة وللمطالبة بحقهم في العيش الكريم.

الجبالي:《تمّ فرزي نقابيا وحرموني من حقي في الشغل》

في تصريحها لموقع إنحياز أفادت سنية الجبالي أنّها اضطُرّت لخوض الإضراب عن الطعام بعد تدهور وضعيتها الإجتماعية والصحّية، وعجزها عن توفير تكاليف الدواء والغذاء الخاصّ الذين يفرضهما عليها مرض الإبطن الذي تعاني منه إلى جانب سبعة من أفراد عائلتها. اذ إستنفدت الجبالي كلّ محاولات العمل بالقطاع الخاص حيث وقع منعها من ذلك بسبب مسيرتها النضالية النقابية، وتحديدا قيادتها في 2012 معركة شرسة مع الشركة الفرنسية “لاتيلاك” (فرع الفرنسيّة “لاتيكويار” لتصنيع مكوّنات الطائرات) رفقة عدد من النقابيين والنقابيات للمطالبة بجملة من الاستحقاقات، واثر ذلك بعودة بعض العمال المطرودين على خلفية التحرّك الأصلي. وقد نجحت الجبالي ورفيقتها منية الدريدي آنذاك في فرض تلبية الشركة لتلك المطالب وإعادة زملائها المطرودين مقابل خروجهما مقابل تعويض مادّي، وذلك رغم معارضة قيادة اتحاد الشغل للمنهج الذي اختارته، وبفضل تضامن واسع تجاوز حدود تونس.


للمزيد من التفاصيل حول قضيّة سنية الجبالي، راجعوا تقريرنا:

فيديو|النقابيّة سُنية الجبالي تعاني من مرض خطيرٍ، وتطالب: الدولة بشُغلٍ يضمنُ تكاليف علاجها و”الاتّحاد” بالمساندة!

ومنذ تلك اللحظة أصبحت سنية في خانة المغضوبين عليهم ووقع إدراجها ضمن “قائمة سوداء” من قبل الشركات المالكة للمصانع في تونس، حسب تعبيرها. وأضافت الجبالي أنّ عمرها الحالي تجاوز السنّ القانونية للمشاركة في مناظرات الوظيفة العمومية، ممّا يعني حرمانها من حقها في التشغيل.

كما تؤكّد أنّ المقترحات المقدمة من طرف السلط المحلية والجهوية، وحتى الوزارية كانت ضعيفة ودون المأمول. إذ لم يراع المسؤولون درجة خطورة وضعها الصحي الحرج مع معاناتها من هذا المرض الوراثي المزمن، الذي يمكن أن يتحوّل إلى داء السرطان. اذ تمّ الاكتفاء إقتراح تمكينها من بطاقة علاج مجانية ومنحة لا تتجاوز 90 دينار شهريا في حين أن تكلفة الدواء الخصوصي الذي يقع جلبه من فرنسا وسويسرا، إضافة لبعض المواد الغذائية الأساسية اليومية الخاصة تصل لحدود 750 دينار شهريا للفرد الواحد، في حين أن جميع أفراد الأسرة معطّلون عن العمل.

《أطالب بشغل قار من أجل التكفل بعلاجي》

وشدّدت الجبالي على أنها لا تريد منحا من الدولة ولا تطلب تغطية نفقات علاجها. بل انّ مطلبها الأساسي الذي تخوض من أجله إضرابا عن الطعام هو تمكينها من موطن شغل ضمن القطاع العام أو الوظيفة العمومية، حتى تتمكن من مواصلة العلاج مدى الحياة دون إنتظار منة من أحد ولضمان العيش بكرامة لها ولأفراد عائلتها.

وأصرّت الجبالي على أنها ستمضي في إضرابها “كلّفها ذالك ما كلّفها” بالرغم من حساسية وضعها الصحي الحرج، وأنّ التصعيد في الشكل الإحتجاجي وارد إذا تم تجاهل مطلبها المشروع، وفق تعبيرها.

تصريح سنية الجبالي

بسمة المحمودي:《 التشرّد يهدّدني والدولة تجاهلتني》

من جهتها، صرّحت المُعطَّلة عن العمل بسمة المحمودي بأنها تعيش ظروفا إجتماعية صعبة حتّمت عليها اللجوء للإضراب عن الطعام من أجل لفت إنتباه السلط المعنية لشرعية مطلبها. اذ أفادت بأنها متحصلة على الإجازة في الحقوق منذ عشر سنوات وتعيش حالة بطالة منذ فترة طويلة، إذ أنّ كلّ عملية إنتداب لها في القطاع الخاص كانت تنتهي بعد فترة قصيرة لإنتهاء مدّة العقد، بسبب احجام الشركات الخاصّة عن ترسيم العمّال. كلّ ذلك دون مراعاة لوضعيتها الإجتماعية، بما أنها يتيمة الأبوين ولا تملك مأوى لتحتمي بيه رفقة شقيقتها. وفي ظلّ هذه الوضعية الكارثية أمسى شبح التشرّد في الشوارع يهدّدهنّ جدّيا في حال تواصل غياب مورد رزق لإحداهنّ، كما أكّدت أنها ستواصل إضرابها حتى تحقيق مطلبها الأساسي المتمثل في التشغيل القارّ.



تصريح بسمة المحمودي

أنيس المبروكي:《 مضايقات السلطة أرهقتني》

أمّا الناشط الإجتماعي أنيس الميروكي، المشارك في الاعتصام، فقد أوضح أنّ السلط المحلية في طبربة (ولاية منّوبة) مازالت تضايقه وتقوم بإبتزازه من خلال تلفيق بعض التهم أحيانا ومن خلال سحبها لرخصة بيع التبغ التي وقع تمكينه منها أحيانا أخرى. علمًا وأنّها مورد رزقه الوحيد صحبة شقيقه، وأضاف أنّه يريد بدوره أن تتوقّف هذه الملاحقات في حقّه، إضافة إلى توفير عمل قارّ لتجاوز ظروفه الإجتماعية المزرية.

ويُذكر أنّ العديد من الناشطين والناشطات من مختلف منظمات المجتمع المدني المنخرطة في الدفاع عن الحقوق الإقتصادية والإجتماعية، وعدد من نواب مجلس الشعب و ممثلي بعض احزاب المعارضة، يقومون بزيارات تضامنية يومية للمضربين داخل مقرّ الإعتصام. كما تمّ تكوين لجنة دعم مكونة أساسًا من بعض المناضلين التقدميين واليساريين لإسناد الإضراب وتحقيق مطالبه.


تصريح أنيس المبروكي

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *