فيديو| “شهيدات السبّالة” : ضحايا سياسات الحرمان من الأرض والماء ووسائل الانتاج

نضالات اجتماعيّة – فلاحيّة – ولاية سيدي بوزيد

تصوير ونصّ غسّان بن خليفة / مونتاج وجدي المسلّمي

زار فريق موقع انحياز دوّار البلاهديّة، مسقط رأس سبعة من ضحايا “مجزرة العاملات الفلاحيات بسبّالة أولاد عسكر” بسيدي بوزيد غداة استشهادهنّ.

خيّم الحزن على هذه القرية الصغيرة الواقعة على سفح جبل المغيلة، حيث لم نكن نسمع سوى نحيب النساء. كذلك أزيز بعض المروحيّات العسكريّة الحائمة حول الجبل، وهي، إلى جانب أعمدة الكهرباء، تمثّل الدليل الوحيد على وجود الدولة في هذه المنطقة. إذ لا وجود لأيّ مرفق عمومي، ولم نلحظ كذلك وجود أيّ دكّان أو مغازة أو ما شابه…

إلى جانب الفقر المدقع الذي تعوّد الناس على تقاسمه، يشتركون اليوم في فتح بيوتهم للعزاء…

أمّا عن الأسباب التي تدفع الناس هنا للعمل بهذه المهنة المُميتة، فروايات المواطنين واحدة: “هذا المكان منسيّ أصلاً”… ولا شيء غير “الحاجة” تدفعنا إلى ذلك.

وبسؤالنا عمّا يمنعهم عن مزاولة النشاط الفلاحي لحسابهم، كانت الاجابة واحدة كذلك: بعضنا لا يملك أرضا لغلاء سعرها. والبعض الآخر يملك قطعة أرض، لكنّه لا يجد دعمًا من الدولة لحفر آبار تمكّنه من الريّ. وهذا رغم أنّ الماء متوفّر على عمق 70 مترًا، وهو جيّد وذي ملوحة منخفضة. أحدهم أضاف: “200 ألف دينار، ما يقابل سيّارة أو اثنين من سيّارات المسؤولين الكبار، كافية لانقاذ الدوّار وأهله”…

وقد أكّد جميع من تحدّثنا إليهم أنّهم كثيرا ما طالبوا الدولة بدعمهم وتوفير وسائل الانتاج الضرورية لتوفير قوتهم، الاّ أنّه “لا حياة لمن تنادي”…

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *