فيديو | سيدي حسين تشيّع الشابّ أيمن العثماني، قتيل رصاص “الديوانة”

 

خاصّ – أخبار – أحياء شعبية – تونس الكبرى

غسّان بن خليفة

عاشت منطقة سيدي حسين السيجومي طيلة أمس الأربعاء على وقع تشييع جنازة الشابّ أيمن العثماني، الذي قُتلَ برصاص أحد أعوان الحرس الديواني، إثر محاولة لحجز سلعة من أحد المخازن بحيّ 20 مارس. وقد حصلت مواجهات بين شبّان الحيّ وقوّات البوليس طيلة عشيّة ومساء أمس أسفرت عمّا لا يقلّ عن 42 إيقافًا، حسب الفنّان والناشط أيّوب الجوّادي، إبن المنطقة.

وصول جثمان الفقيد إلى البيت.
(تصوير غسّان بن خليفة – خاصّ بموقع انحياز)

وقد أجمع الحاضرون في الجنازة من سكّان الحيّ وأصدقاء الفقيد أنّه قُتلَ دون ذنب. إذ أوضحوا أنّه كان بصدد العمل في إحدى حظائر البناء بالحيّ (وهو ما أكّده لنا أحد الأجوار، الذي قال أنّ أيمن كان يعمل بسطح بيته)، ونزل لاستطلاع ما يجري عند بداية المواجهات بين قوّات الحرس الديواني، المدعومة بالبوليس، وبعض شباب الحيّ المساندين لـ”المهرّب”، صاحب المخزن.

صورة للفقيد الشابّ أيمن عثماني (متداولة على موقع فيسبوك)وشدّد جميعهم على عدم وجود أيّ خطر مُحدق بالأعوان يستوجب استعمال الرصاص الحيّ. وأكّدوا على وجود نيّة القتل، مستشهدين بإطلاق العون المتهمّ الرصاص من مسدّسه ثلاث أو أربع مرّات على الشبّان الهاربين، ومنهم أيمن.

وحمّل بعض شهود العيان أعوان الحرس الديواني المسؤولية عن تعفّن الوضع، إذ كان بمقدورهم حجز السلعة منذ البداية. إلّا أنّهم “أمضوا أكثر من ساعة في التفاوض مع صاحب المخزن، بهدف الحصول على رشوة”، إلى أن توتّرت الأجواء وبدأت المواجهة.

جسد الفقيد يدخل بيته للمرّة الأخيرة ليودّعه ذوُوه.
(تصوير غسّان بن خليفة – خاصّ بموقع انحياز)

كما اتّهم عديد أبناء الحيّ، الذين تحدّثنا إليهم أمس، الدولة بممارسة التمييز الطبقي ضدّ الأحياء الشعبيّة وبالاستهانة بأرواحهم، فضلاً عن تهمشيهم وتفقيرهم. كما اتّهموا وسائل الاعلام المهيمن – وعلى رأسها قناة نسمة – بتحريف حقيقة ما جرى.

الآلاف كانوا في تشييع الفقيد يوم أمس، وخاصّة من شباب الحيّ.
(تصوير غسّان بن خليفة – خاصّ بموقع انحياز)

يُذكر أنّ أيمن العثماني، ذي الـ 19 ربيعًا، هو الإبن الثاني لعائلة فقيرة، ويعاني، حسب أبناء حيّه، من مرض يسبّب ضعفًا في النموّ. ويعمل مع والده كعامل بناء.

صورة للفقيد الشابّ أيمن عثماني (متداولة على موقع فيسبوك)

وعلى هامش تشييع الفقيد، لوحظ تواجد المدعو عادل العلمي (المعروف بملاحقته المفطرين في شهر رمضان) أمام منطقة شرطة سيدي حسين السيجومي، ومحاولته حماية سيّارات الشرطة، التي كانت هدفًا لحجارة بعض الشباب الغاضب. وهو الأمر الذي لاقى استهجانًا وسخطًا من المشيّعين، ممّا اضطره الى الاختفاء وراء شجرة تجنّبًا للإصابة.

عادل العلمي وراء الشجرة، مختبئًا من حجارة الشباب الغاضب، اثر محاولته حماية سيّارات البوليس.
(تصوير غسّان بن خليفة – خاصّ بموقع انحياز).

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *