فيديو | عائلات شهداء وجرحى الثورة تجدّد تمسّكها بنشر “القائمة النهائيّة”

انحياز – خاصّ – أخبار – نضالات اجتماعيّة – غسّان بن خليفة

أكّدت عائلات شهداء وجرحى “ثورة 17 ديسمبر”، في تحرّك بساحة القصبة صباح أمس الأربعاء، تمسّكها بالنشر الفوري لـ”القائمة النهائيّة لشهداء الثورة ومُصابيها” بالرائد الرسمي للجمهوريّة التونسيّة. وانتهى التحرّك بلقاء وفد من المحتجّين مع مكلّفين بالملفّ في رئاسة الحكومة أكدّوا لهم “أنّ نشر القائمة ليس من مهام رئاسة الحكومة وإنما هو موكل بموجب القانون للهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية”، كما ورد في بيان أصدره المشرفون على التحرّك صباح اليوم.

مسلم قصد الله، أصيب خلال الثورة في الوردانين برصاصة في ساقه، ممّا اضطرّه لبترها. يُعدّ رغم ما مرّ به من ظروف صعبة أحد أبرز الجرحى المشاركين في جلّ التحرّكات.

وعبّر العشرات من الحاضرين من الجرحى وذوي الشهداء ومسانديهم في تحرّك الأمس عن رفضهم للمُماطلة التي تتعامل بها السلطة مع هذا الملفّ منذ تكليف الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحرّيات الأساسيّة، برئاسة المحامي توفيق بودربالة، سنة 2013 بضبط هذه القائمة ونشرها.

وشدّد المحتجّون على “الأهمّية الرمزية والاعتباريّة” لهذه القائمة، في ظلّ حملات التشويه التي يتعرّض لها شهداء الثورة وجرحاها من قبل القوى السياسيّة المعادية للثورة، لا سيما تلك المرتبطة بالنظام السابق، بمساعدة من بعض الإعلاميين المرتبطين بهم. ووصف جريح الثورة مسلم قصد الله في مداخلة له ما يجري بـ”وصمة عار في جبين الشعب”. وقد شارك عدد من ذوي المهاجرين المفقودين في إيطاليا في تحرّك أمس، معبّرين عن تضامنهم المطلق ووقوفهم إلى جانب عائلات الشهداء والجرحى، وتحميلهم السلطة المسؤولية عن “تعثّر حلّ العديد من الملفّات الحارقة، بما في ذلك ملفّ أبنائهم المفقودين، إلى جانب المسؤولية عن السياسات التي فاقمت في معاناة الشعب كغلاء الأسعار والتفويت في المؤسّسات العموميّة”، كما قالت متحدّثة عنهم.

أصداء خطيرة عن القائمة الجديدة

وفي نفس السياق، أشار الأستاذ شرف الدين القلّيل، محامي عائلات الشهداء والجرحى، في تصريح لـ إنحياز، إلى خطورة التمشّي الذي تنتهجه السلطة في هذا الملفّ. وأوضح أنّ لديه معلومات عن تعمّد هيئة الأستاذ بودربالة، بتوجيه من الوزيرة ماجدولين الشارني (ابّان شغلها لكتابة الدولة المكلّفة بملّف الشهداء والجرحى في حكومة الحبيب الصيد)، تقسيم شهداء الثورة إلى صنفين: “شهداء الثورة” و”شهداء الوطن”. وفي ذلك “تمييز غير مقبول”، حسب تعبيره، بين المواطنين الذين سقطوا خلال المواجهات والأمنيين والعسكريّين الذين ماتوا خلال حمايتهم المؤسّسات العامّة والخاصّة.

بعض أمّهات المهاجرين المفقودين في ايطاليا شاركن في تحرّك أمس إلى جانب عائلات الشهداء والجرحى.

من جهته، أكّد علي المكّي، شقيق الشهيد عبد القادر المكّي، في تصريح لـ إنحياز، أنّ عائلات الشهداء “لن تسكت على حقّ من بذلوا دمائهم وأرواحهم من أجل الحرّية رغم كلّ محاولات التشويه والتسويف”. وفي شرحه لأهمّية مطلب نشر القائمة أشار المكّي إلى أنّ من أهداف نشرها تأكيد قيمة التضحيات التي بُذلَت من أجل الوصول اليوم إلى بعض المكتسبات في مجال الحرّيات، مستخلصًا أنّ ذلك قد يساهم في دفع الناس للدفاع عن هذه المكتسبات “التي باتَت اليوم مُهَدَّدة”.

 

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *