فيديو | هنشير الشعّال : العُمّال يحتجّون على التفويت في المحصول لأحد الخواصّ

خاصّ – انحياز – صفاقس 

تغطية مريم البريبري/ مونتاج طارق شويرف

احتجّ يوم الثلاثاء 19 ديسمبر  عاملات وعمّال هنشير الشعّال، بمنطقة بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس، على خصخصة محصول زيتون الهنشير لهذه السنة، وبيع جزء هامّ منه (قُدِّر بـ 36 ألف زيتونة) لأحد رجال الأعمال.

أحد العمّال بهنشير الشعّال خلال احتجاجهم على التفويت في محصوله لأحد الخواصّ (صورة مريم بريبري / موقع انحياز)

ويأتي هذا التحرّك الجديد ضمن سلسلة من التحرّكات السابقة ونتيجة لجملة من التراكمات. إذ تبيّن أن مشتري المحصول رفض تشغيل عمَلة الهنشير بنفس الحقوق وظروف العمل التي كانوا يتمتعون بها في إطار ديوان الأراضي الدوليّة، المشرف على هنشير الشعّال، كالتغطية الإجتماعية والأجر. هذا إضافة إلى إنعدام ظروف نقل محترمة للعمّال.

وصرّح الأهالي إلى موقع إنحياز أنّه تمّ بيع صابّة هذه السنة من الزيتون في بتّة، رسَت على قرابة 37 دينار للزيتونة، في حين أنّ قيمة زيتون الشجرة الواحدة تتجاوز الـ 300 دينار. الأمر الذي اعتبروه “وجها آخر للفساد”، رافضين أن يخرج المحصول من يد الدولة، كما درجت عليه العادة، إلى الخواصّ. كما أنّ ذلك سيضرّ بميزانية الهنشير و يحدّ من مردوديّته، خاصة وأنّ معدّات العمل لم يتمّ تغييرها أو تعصيرها منذ سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ التحرّي منذ سنة تقريبا في شبهة فساد مالي وإداري حاصلة بالهنشير، دون اعلان أيّ نتائج لهذا التحقيق.

هذا وخاض مواطنو هنشير الشعّال تحرّكات سابقة بالجهة، نادوا فيها بتحسين ظروف العمل والعيش بمنطقتهم، وبتوجيه نسبة من مداخيل الهنشير إلى التنمية المحلّية، خاصة في المجاليْن الصحّي والخدماتي العمومي. إذ تغيب تمامًا المرافق الضرورية للحياة في المنطقة، وخاصة كل ما يتعلق بالإدارات العمومية.

وعبّر المواطنون الذين التقيناهم عن استيائهم وسخطهم على ما اعتبروه “إستعمارا لهم وللأرض التي عاشوا فيها وإعتنى بها أسلافهم منذ سنين طويلة” ، خاصة في ظلّ ما تفتقر اليه منطقتهم من تنمية وتشغيل. الأمر الذي يضطرّ الفتيات إلى الخروج للعمل في جنيْ الزيتون خلال العطلة المدرسية بدَل الترفيه أو حضور تظاهرات ثقافية، وذلك حتى يتسنّى لهن توفير مستلزمات الدراسة ومساعدة عائلاتهنّ على تحصيل قوتها.

وصرّح بولبابة مخلوف، وهو ناشط سياسي متضامن مع الحراك الإحتجاجي، أن الدولة صارت تخطو خطوات حثيثة نحو خصخصة الأرض، و اعتبر أنّ تمسّك الأهالي بالأرض دليل جديد على “أنّ المعركة في تونس اليوم هي معركة الأرض والسيادة الوطنية”، مستنكرا التفويت في محصول الهنشير بينما كان من الأجدر خدمة الأرض وتخصيص جزء من مدخولها للتنمية في الجهة.

من جهته، أوضح صلاح الحمروني، عامل فلاحي بالجهة، أنّ الهنشير يشغّل أكثر من 700 عامل وعاملة، وأنّ هذه البتّة ستؤدّي إلى حرمانهم من حقّهم وأولويّتهم في التشغيل بالهنشير.

ويقول الأهالي أنّهم تعرّضوا للهرسلة من طرف أحد شركاء المشتري، وهو أصيل المنطقة، كان قد تقدّم بشكاية ضدّ مجموعة منهم لدى الحرس الوطني، زاعمًا أنّهم اعتدوا عليه. وبناء على ذلك انطلقت الأبحاث في شأنهم على خلفية التحركات المتواصلة.  وفيما يلي أسماء الشباب العشرة المتهمين على خلفية هذا التحرّك الإجتماعي :

صلاح بن محمد الحمروني
رشيد بن كريم
فتحي أولاد كريم
الحبيب كريم
صلاح كريم
محمد كريم
منجي الشتاوي
سالم كريم
نجم الدين خذير
بلقاسم أولاد كريم

يُذكر أنّ هنشير الشعّال هو  إحدى أكبر غابات الزيتون في العالم. ويضمّ حوالي 380 ألف شجرة زيتون، تعود غراستها، على يد شركة فسفاط قفصة، الى بداية القرن المنقضي. وتنقسم الغابة إلى 22 ضيعة انتاج، تضمّ كل واحدة  منها ما بين 15 و25 الف شجرة زيتون، وتتوزّع على معتمديات بئر علي، عقارب، المحرس والغريبة.  وحسب المعلومات المتداولة، تُوفّر الغابة الشغل لحواليْ 700 عامل بصفة قارّة، ليرتفع هذا العدد الى حواليْ 3000 في سنوات الصابّة لتأمين عمليّات الجنيْ والتجميع. ثمّ يتمّ تحويل المحصول إلى زيت الزيتون بثلاث معاصر حديثة، تتولى تحويل 250 طنا من الزيتون يوميًا.

 

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *