فيديو | توسيع ميناء بنزرت يُهدّد بتجويع 32 عائلة

L’image contient peut-être : Mohamed Boukoum, barbe

محمد بوكوم

“لا نريد شيئًا سوى أن نعيش.” هكذا صرّحت السيّدة بسمة التي يعمل شقيقا زوجها سائقا سيّارة نقل ريفي تربط بين مدينة بنزرت ومنطقة بني نافع الريفيّة.

تشارك السيّدة بسمة منذ 5 أيّام في وقفة احتجاجية يومية، رفقة نساء أخريات وأفراد عائلات سوّاق النقل الريفي، أمام مقر الولاية ببنزرت. وذلك للمطالبة بإيجاد حلّ بعد أن قرّرت السلطات الجهوية نقل محطة سيارات النقل الريفي من مكانها، الذي يبعُد مسافة كلم واحد عن وسط المدينة، الى آخر يبعد أكثر من 2 كلم عن وسط المدينة، بسبب أشغال مشروع توسيع ميناء بنزرت.

وقد انطلقت هذه الأشغال، على مراحل، منذ نوفمبر 2017 لتصل الآن إلى مرحلتها الأخيرة، حيثُ محطّات النقل الريفي. الأمر الذي تسبّب في استحالة استمرار عمل خطوط النقل الريفي. وذلك نظرًا لكون المسافرين باتوا يخيّرون استعمال النقل العمومي وسيّارات الأجرة (المخالفة للقانون وتعمل كسيّارات أجرة جماعية) التي توصلهم إلى اماكن قريبة من وسط المدينة.

“نُقلة تعسّفية”

أكّدت المحتجّات أنّ السلطة الجهوية طمْأنتهم بادىء الأمر. إذ أُعلمُوا بأنّ نقلة المحطة لن تشملهم ولن تمسّ بخطّ عملهم، إلّا أنّهم تفاجئوا مؤخّرًا بالجرّافات وهي تحتلُّ مكان المحطة وتصبّ فيها أكوام الرمل لمنع سيّاراتهم من التوقّف فيها. وأوضحت المحتجات أنّ ذلك حدث فجرًا، قبل أن تلتحق السيارات بأماكن عملها، بغاية وضعهم أمام الأمر الواقع.

احتجاج بين بنزرت ومنتزه النحلي

في الوقت الذي تحتج فيه النساء أمام مقر ولاية بنزرت يخوض أزواجهنّ اعتصاما آخر من أجل نفس المطالب في منتزه “النحلي” بولاية اريانة منذ 10 أيّام. وقد صرّح حمدي زرقة لموقع انحياز أنّ إعتصامهم في منتزه النحلي “ستواصل الى أن تجد لهم السلطات حلاً.” وبيّن السيّد حمدي أنّ “الوالي طلب مّنا تجربة المحطّة الجديدة بحيّ الجلاء، التي تبعد كيلومترا عن المحطة القديمة طيلة أسّبوع. وفي حال عدم نجاعة الجديدة سيجد لنا حلًا آخر” . مضيّفًا أنّ الوالي ظلّ يماطل وها نحن الآن أمام خطر فقدان لقمة عيشنا”، حسب قوله.

مماطلة السلطة والاعتداء على المعتصمات

هذا وأكّدت المحتجات أمام مقرّ الولاية تعرضهنّ للاعتداء بالعنف من طرف أعوان البوليس. كما ذكَرن تهديدهنّ برفع قضايا في حقهن إن لم يفكُكن الاعتصام. خاصة وأنّ وقفتهم الاحتجاجية اليومية تزامنت مع زيارة أحد الوزراء الى مقرّ الولاية. “أرادوا اخفاءنا… لايريدون لنا أن نظهر”، كما عبّرت إحدى المحتجّات لموقع انحياز.

في المقابل أكّدت المعتصمات أنّ الوالي رفض مقابلتهنّ وأحالهُن على المعتمد الأوّل، الذي اكتفى بتقديم وعود بإيجاد حلّ قريب. وقد تعذّر على موقع انحيازلقاء المعتمد الأول، وسؤاله عن “الحلول المنتظرة”، نظرا لعدم تواجده بمقرّ عمله، بحسب مدير مكتبه. أمام تجاهل وتسويف السلطة والاعتداء الأمني، تستمر الوقفات الاحتجاجية التي يؤكد اصحابها أنها الخيار الوحيد المتبقّي لهم؛ خاصة وأنّ أغلبهم يعاني من حالات اجتماعية صعبة وأنّ تلك السيارات هي وسيلتهم الوحيدة لتوفير قوت عيالهم.

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *