قربة: إيقافات عشوائية وقمع أمني

خاصّ – إنحياز – أخبار

عمر النابي

شهدت البلاد في الفترة الأخيرة غليانا شعبيا وموجة من التحركات في أغلب الولايات، كردة فعل عفوية ضد الخيارات السياسية والاقتصادية التي تنتهجها السلطة والتي أفرزت في نهاية الأمر قانون الميزانية لسنة 2018، حيث سئم المواطنون ارتفاع الأداءات وغلاء المعيشة.

لم تكن مدينة قربة هذه المرة خارج سياق الاحتجاجات بل خرج شبابها إلى الشارع كردّة فعل ضد غلاء الاسعار وضد عودة القمع البوليسي واحتجاجا على موجة الاعتقالات التي اجتاحت الأحياء الشعبية في الفترة الأخيرة.

كانت بداية الاحتجاجات يوم الثلاثاء 9 جانفي على الساعة الثامنة ليلا، حيث قام بعض الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 16و20 سنة بغلق الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى مدينة نابل عبر وضع الحجارة في وسط الطريق وحرق الحاويات ممّا أدّى إلى تدخل سريع لقوات الامن لتبدأ بعده عمليات الكر والفر في الأحياء الشعبية (بولعابة -المراح -سوق الفحم).

ولكنّ قوات الأمن وعوض ملاحقة من حاول استغلال الفرصة لسرقة المحلات التجارية والممتلكات العامة والخاصة قامت بحملة اعتقالات عشوائية في المقاهي وفي الطريق العام لشباب ليست له علاقة بالاشتباكات، نذكر منهم فراس النجار وياسين العياط وجمال الجلاصي وغسان الشاوش. وهو ما أثار حفيظة أهالي المدينة منددين بالاعتقالات العشوائية التي كان ضحيتها هؤلاء الشباب المعروفين بحسن سلوكهم ودماثة أخلاقهم.

نبذة عن المعتقلين

فراس النجار: تلميذ باكالوريا بالمعهد الثانوي 2 مارس بقربة، كان عائدا الى منزله إثر حصة دروس خصوصية لحظة الاحتجاجات، تمّ اعتقاله واتهامه بالإضرار عمدا بالملك العام.

ياسين العياط: عامل بأحد مقاهي المدينة، كان في طريق العودة إلى بيته الواقع في منطقة ديار حجاج فاعتقلته الشرطة كذلك بتهمة الإضرار عمدا بالملك العام.

غسان الشاوش: تمّ توجيه تهمتين له: السرقة والاعتداء على ممتلكات الغير الا أنّ شهودا أكدوا تواجد غسان معهم تلك الليلة وليست له علاقة لا بالاحتجاجات ولا بأعمال الشغب.

أما جمال الجلاصي فقط كان جالسا رفقة أصدقائه في المقهى حين هاجمت قوات الشرطة المكان واعتدت على حرفائه بالغاز المسيل للدموع والهراوات، وحين سارع الجميع بالهرب بما في ذلك جمال لاحقته الشرطة ووجهت له تهمة الاعتداء على عون أمن ومحاولة سرقة مستودع عمومي.

يجدر الذكر بأنه تم الإفراج عن فراس النجار في جلسة 16جانفي 2017 وتأجيل النطق بالحكم بالنسبة لغسان وياسين وجمال ليوم 23 جانفي.  وقد تطوع كل من المحامين حنان المطماطي وعلي بن رمضان للدفاع عن المتهمين.

 

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *